في البدء
لا يخفى على متتبع مدى الضرر الذي لحق نسيج الثقافة العراقية جراء تراكم السياسات الخاطئة في معالجة المشكلات الاجتماعية المتجذرة أو التي طرأت بعد فترة حكمٍ همش دور المثقف في الحياة العامة . مما أسس لنوع من الاعتقاد بهامشية الثقافة وعدم مقدرتها على معالجة المشكلات الاجتماعية . أو الإسهام في بلورة حلول ناجعة لها. الأمر الذي يستدعي السؤال التالي: هل نمتلك نحن العراقيين ثقافة حيّة ؟
بمعنى الثقافة ذات الأفق المحيط بمجمل نواحي الحياة المعاصرة .. قد تكون الإجابة عن هذا السؤال, محاولة لسد عدد لا يحصى من الثغرات في جدار ٍ هش . من خلفهِ يحتدم سيل التغيرات المعلوماتية والعقائدية . سيل يندفع نحو أرض ٍ بكر هي ألآن أقصى متنفس لمساحتهِ التجارية وتجاربه نحو استمداد البقاء .
فيما نحن عازمون القيام به في Text لا يـَعـِّدُ في تغيير جذري. أو يحاول استمالة المفاهيم على نحو ما يدعي خطاب كل مطبوع في بدء انطلاقته . إنما هي محاولة لتقريب الأوجه المشرقة للثقافة الرصينة وربطها بآليات الإفادة منها . وخلق مساحة لجدلٍ ثقافي يمنح قوة للسؤال والحوار .بعيداً عن نبرة الإقصاء والتهميش . كاشفاً متسع للجدّة في مدينة كالبصرة تفتقد منذ زمن لمبادرة تتصدى لمشهدها الثقافي الحقيقي . هذا الشغل الأمثل لعملنا هذا.
قد نخفق وقد نتعثر . إلا إنها محاولة لإضاءة شمعة في هذه الحلكة الداجية من الواقع الراهن .
Text مشغل الجميع بلا قيد أو شرط. ولعل العمل فيها من قبل هيأة تحريرها أو جهة إصدارها حتى تصل القارئ . بجهد تطوعي لهو خير دليل على نقاء سرائرنا جميعاً .
هيأة التحرير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق