صلاح يوسف
عرفت ُيوسف منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً منذ أيام كنا فتيان يدفعنا شظف العيش إلى الدوران طيلة اليوم للبحث عن عمل لقاء أي شئ . وغالبا يعود كلا ً منا إلى بيت أهله خالي الوفاض إلا من حكاية رصدناها أثناء تجوالنا في طرقات المدينة .نبسطها في المساء داخل (باص حجي زغير الخشبي) الذي عجز عن ثنينا عن ارتياده فسلم إننا حراسه الليليين . لذا أخذت منطقة (علاوي القصب ) تُسمينا (ولد زغير) وكبرنا ودارت الأيام دورتها. تزوج يوسف من ابنة خاله مفقود الحرب التي تركها أباها بعمر ألثمان سنوات وأنجب منها صلاح . ودارت الأيام ثانية . وإذا بيوسف قبالتي وانأ ابحث عن شقيقي الذي اختطفه (الحرس الجهوري ) وهو يشذب المدينة من رؤوس أبناءها في العام 1991 بعد احتلال الكويت . التقيته مع جمع كبير من الأمهات والآباء وحديثات العهد بالزواج , كنا جميعا نبحث عن أسم نعرفه واعتدنا على سماعه وترديده لعلنا نلحظه بين الأسماء في قوائم اصطفت خيطا أسود لسيرة تلك الأيام على جدار بناية (قيادة القوة البحرية ) وعدت ويوسف , نعد خسائرنا . نحتسب من فقدنا عند الله . ولم أرى يوسف بعدها أبدا . إلا إنني آلمني ما عرفته عنه بالصدفة من (نجم العبد ابن الدكاكة ) من( ولد زغير) أخبرني إن يوسف فـرَّ من الخدمة العسكرية بعد إن عجز عن الإيفاء بثلاث سنوات خدمة إلزامية . وانخرط مع جهة معارضة للنظام . وعندما افتضح أمره فـرَّ إلى بلد مجاور تاركاً ابنة خاله تذرع الطرقات بحثاً عن ما يدفع الريح عن ثوبها . عاكفة على تربية صلاح ابنها الوحيد . وكررت الأيام دورتها . وقادتني قدمي أسأل عنها . ربما لشدة تعلقي بذكرياتي مع يوسف . وقد ساءني كثيرا ما عرفته من( نجم العبد ابن الدكاكة) الذي أصبح مقعدا بعد خروجه من سجن أبو غريب العام 2003 وقد أفرط في إدمان العقاقير المخدرة وصار يمارس حياكة (الشحاطات ) عند مدخل الشارع 21 . من على كرسيه المتحرك . يوسف مات هناك في البلد المجاور . حُملت أخبارهُ مع من أتوا بعد 2003. لقد عاش أياما ًطويلة يحلم فيها أن يرى زوجته وابنه وأصدقاءه؛ زوجته عبثت في ثوبها الريح . وتركت صلاح لجدته تربيه . جدته التي أملت من انخراط صلاح مع جهة أبيه التي كانت معارضة وأصبحت تعد الناس بالكثير و برد الحيف عن أصدقاء وأحباء أبيه . إلا أنها فُجعت به هو كذلك كما فُجعت بيوسف من قبل . صلاح يوسف مات في سجن الأحداث بعد أن طعنه نزيل معه وهو يدافع عن نفسه
wah_tek2000@yahoo.com
السبت، أبريل 17، 2010
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق